يَا قَوْمُ جَاءتكُـمُ الْأَهوالُ من وَهَــنٍ
كَالسُّم يَسْرِي دماً فِيكُمْ أَرَى الْخَدَرا
إِنِّى أَرَى لوْحةً لِلخَوفِ جَسَّـدَهـَـا
ذُلٌ مُقِيــمٌ أَتَاكُمْ يَنْشُرُالخِــوَرَا
وَ الجبن علِّقَ في أعْناقِكُم تَرَفــــاً
واسْتَعْذَبَتْ أَنْفُسٌ ذُّلاًّ حَوَى خَطـَـرَا
تَبْكِي عَلَيْكُمْ سمـَـاءُ المجْدِ في أَسَـفٍ
وَالحـُزْنُ في أَعْينٍ تَبْكِي لهَا مَطـَــرَا
مَا بدَّلَ الخَوفُ في دُنْياكُـــمُ قَدَراً
بـَـلْ هُوَ إيمانُكُمْ مَن يَصْنـَـعُ القَدَرَا
وَالمجْـدُ دَرْبٌ طَويلٌ شَائِكٌ وَعِــرُ
إن خَاضَـهُ المَرْؤُ إِيمَاناً بِهِ ظَفــَـــرَا
ياقَوْمنَا لاَ تلُوذُوا بِالفِرَارِ فَمـَــا
يُغْنـِــي جَبَاناً بِغَيْرِ الذُّلِّ مَا ذُكـِــرَا
ياقوْمُ لَا تَسْأَلوا غَيْر الإلهِ فَمـَــا
نَجـَــا منَ المُهْلِكَاتِ مَنْ رَجَا بَشـَــرَا
وَالمَوتُ مَاكَانَ يُرْدِي مُؤْمِناً عَبَثــاً
وَالخَــوْفُ ماكانَ يُثْني بَاسِلاً فَتــَــرَا
تاريخُكُم حافِلٌ بِالخَالِدينَ فَهــَـلْ
ننسـَـى رِجالاً عَلَيهمْ قَلْبيَ انْفَطـَـــرَا
أرْثي لحالٍ لكُمْ تَغْتَالُني كَمــَـدَا
وَأَشْــرَبُ الذُّلَّ مِن كَأْسٍ بِـهَا اخْتَمَـرَا
تَرَنَّحَ الخَوفُ فِيكُمْ وَانْتَشَى فَرَحــاً
كَشـَـارِبٍ لِلنَّبِيذِ بَاتَ مُنْدَحـِـــرَا
يَزْهُو بِوأْدِ أَمَانِيكُم كَمـَا أَمـَــرَا
وَالخَـوْفُ حَالٌ لَكُمْ مَا كَانَ مُسْتَتـِـرَا
أَرجُو إِلهَ الْوَرَى ، أَرْجُـــو محَبَّتَهُ
وَلا أُباليِ بِكـُــمْ أَوْ بِالَّـذِي نهَـرَا
سَيفَ الْقَصِيـدِ أُغِيظُ الحَاقِدِينَ بِـهِ
مَــارَدَّنِي نَائِـحٌ قَدْ ناحَ وَلا صَبـَـرَا
وَالشَّمسُ مَهْمَا تَغِبْ حَتْماً لَنَا أَمَــلٌ
وَاللَّيـْـلُ مهْما يَطُلْ حَتْماً نَرَى قَمَـــرَا
خَيْرُ الْكَلامِ يُداوِي من بهِ وَهـَـــنٌ
والشِّـعْرُ مِنّي لمِـَنْ في قلْبِهِ وَقَـــــرَا
وَالوَعْدُ حَقٌ ومَا كُنــَّـا لِنُخْلِفَــهُ
حَتى نَرَى الخَوْفَ فِيـنَا ذَابَ وَانْصَهَـــرَا
إِني رَأيْتُ الْعِدَى سَارُوا وَمَا فَطَنـُــوا
فَاسْتَنْفِرُوا خَيْلَكـُـمْ فَالخَوْفُ إِحْتَضَـــرَا
سِيرُوا سِراعـاً إلى الأَمجَادِ نَتبـعُكـُـم
فَالنـَّصْرُ عَهْدٌ لَنا لُغْـمٌ قَدِ انْفَجـَــــرَا